طفلتي أتعبتني منذ أن استطاعت تحريك يديها وتحديد الاتجاه الذي تريد ليديها الوصول إليه وأنا وهي في عراك مستمر، إصبعها لا يفارق فمها، حاولت بكل الطرق أن أبعده عنها بلا فائدة.. فما الحل؟..
مشكلة تقع فيها كثير من الأمهات وتحار في التصرف الأمثل لصرف أطفالها عن ذلك، ومع التحذيرات المتكررة من الأطباء لما تخلفه هذه العادة من تأثيرات سلبية على فك الأطفال وأسنانهم تزيد حيرة الأمهات فيما يفعلن..<<< يفعلن تسذا
دراسة جديدة:
حذر فريق بحث طبي من أن الأطفال الذين يمصون إبهامهم أو المصاصات الصغيرة (أي المص غير المغذي), هم أكثر عرضة للإصابة بسوء ترتيب الأسنان وتناسقها بنحو مرتين, وأيضاً لما يسمى بالعضة المفتوحة بنحو أربع مرات.
كما وجد أطباء الأسنان بعد تقييم أثر كل من المصاصات وزجاجات تغذية الأطفال, على نمو أسنان نحو 1099 طفلاً تراوح أعمارهم بين 3 إلى 5 سنوات, بأن أكثر من ثلث هؤلاء الأطفال يعانون من عدم تناسق أسنانهم وسوء ترتيبها.
وأن كل طفل من أصل ثمانية, أي ما يعادل 13%, هم عرضة للإصابة بما يعرف باسم "الإطباق المغير" أي أن الأسنان الأمامية لا تتلامس ولا تنطبق جيداً.
ولوحظ أيضاً أثناء الدراسة أن 7% من الأطفال يعانون بما يعرف باسم "العضة المتقاطعة الخلفية", أي أن الأسنان الخلفية العلوية تعض إلى داخل الأسنان السفلية.
كما نوّه الباحثون إلى أن الرضاعة الطبيعية, تحمي من إصابة الأطفال بالعضة المتقاطعة الخلفية, حتى وإن كان هؤلاء الأطفال يمصون إبهامهم أو يستخدمون المصاصات.
عادة مص الإصبع واللسان
يقول الدكتور بسام نعنوع: تعتبر منطقة محيط الفم من أكثر المناطق المتطورة عصبياً عند الولادة، ويقوم المولود بمحاولة الرضاع بشكل انعكاسي عند ملامسة أي جسم لمحيط الشفة وتستطيع أن ترى هذه المحاولات إذا لامست بإصبعك محيط الفم عند الطفل الرضيع.
عندما يبدأ الطفل بتحريك يديه فإن أصابعه تلامس محيط الفم وعندها يبدأ بمص أصابعه والإصبع الأكثر قرباً للفم عند تحريك اليدين هو الإبهام.
عندما يصبح الطفل في عمر أكبر فإنه يصبح قادراً على إمساك الأشياء بيده ودفعها نحو فمه ويستخدم الطفل هذه الوسيلة في محاولته التعرف على العالم الخارجي.
عادة ما يتوقف معظم الأطفال عن عادة مص الإصبع في عمر (2-4) سنوات دون أن تسبب هذه العادة أي تشوه في الأسنان أو الفكين، لكن بعض الأطفال ولأسباب مختلفة يستمرون في هذه العادة لعمر أكبر.
تشكل هذه العادة خطراً حقيقياً على الأسنان والفكين عند بزوغ الأسنان الأمامية العلوية لأن هذه العادة سوف تؤدي إلى حدوث ميلان في الأسنان الأمامية العلوية باتجاه الشفة بشكل غير طبيعي، وذلك سوف يؤثر على العلاقة بين الفكين، وكذلك سوف يؤدي إلى عدم النطق الصحيح لمخارج الحروف.
حجم الضرر نتيجة عادة مص الإصبع
حجم الضرر الذي تلحقه عادة مص الإصبع بالطفل يختلف من طفل لآخر وذلك حسب العوامل التالية:
- عدد مرات مص الإصبع في اليوم.
- فترة بــــقاء الإصـــبع في الفــــم.
القوة المطبقة على الإصبع أثناء عملية المص.
علاج الحالة
يرى الدكتور بسام نعنوع أنه إذا كان عمر الطفل أقل من أربع سنوات فإن محاولة منعه ستؤدي إلى نتائج عكسية تجعل الطفل يعاند أبويه ويكرر هذه العادة ولكن يستطيع الأبوان إعطاءه البدائل مثل (اللبان الخالي من السكر) أو مرافقته إلى الفراش ويقوم أحد الوالدين بإمساك يد الطفل بلطف وإخباره قصص شيقة أو ينشد له أنشودة محببة لديه حتى ينام.
أما عندما يصبح الطفل أكثر وعياً بما فيه الكفاية لفهم الأضرار التي قد تسببها عادة مص الإصبع فإن مراجعة الطفل لطبيب الأسنان ضرورية ليقوم بشرح هذه الأضرار وتشجيع الطفل للتوقف عن هذه العادة، ويعتبر تأييد أولياء الأمور وتشجيعهم للطفل ومكافأته أمراً ضرورياً لنجاح هذه الطريقة.
إذا لم تنجح طرق الإقناع قد نلجأ إلى:
وضع لاصق الجروح على الإصبع.
وضع طلاء الأظافر على الإصـبع.
وضع مادة مرة الطعم أو غير مستحبة لديه على الإصبع.
إذا لم ننجح فإننا أخيراً يمكن أن نلجأ إلى جهاز خاص يضعه طبيب الأسنان مانعاً لهذه العادة لمدة شهر، والذي سوف يعمل على إيقاف هذه العادة.